مي ياقوت تكتب: الداخلية .. الواجب والانسانية ”١”


ان تكون بمفردك بعد اضطرار للسفر بعد منتصف الليل بساعه ، في طريق سرمدي شبه خال من الضوء ، ساكن تماما لايخترق صمته المخيف في تلك الساعات المتأخره سوى صفير الريح الذي يزيد رعبك في طقس بارد و صوت مرور السيارات السريعه ، وفجأه ولحظك العثر يحدث عطل في السياره وتجد نفسك وحيدا خائفا وكصحفية حوادث " قديمه" دارت في عقلي الكثير من الامور السيئة قبل ان اقرر االقي بكل هذا وراء ظهري لاركز لاحسن التصرف فلابديل امامي الا التصرف، " ١٢٢" طلبتها على هاتفي ليرتفع مع صوت الرساله الصوتيه دقات قلبي خوفا من الا يتم الرد الا ان الرد جاء سريعا لاتلعثم في الكلمات ووقتها توقعت ان يغلق الشرطي على الطرف الاخر الخط الا انه قال بلهجه بسيطه " خدي نفس واكلمي بالراحه وانا معاكي .. ايه المشكله"..كلمات بسيطه بعثت الراحه لاشرع في شرح ماحدث مع اخد بياناتي قائلا " حالا هنبعتلك حد"
وطوال نصف ساعه نظرا لتواجدي على اطراف القاهره ناحية التبين على الطريق الخارجي وماقبلها لم يكف هاتفي على الاتصال ممن تولوا مسئوليه البحث عن سيارتي خاصه انني لم اجد وصف الطريق جيدا .. الموقف الصعب برز كيف تعمل اجهزة الداخلية بكفاءه بدء من النجده التي تعاملت مع الموقف بسرعه بمرورا بمديرية امن القاهره الذي ليس بجديد عليها بحثا ونظاما الكفاءه والتقدير للمواقف ووصولا للاداره العامه للمروره التي تعاملت بحرفية وانسانيه شديده
كان الموقف الاضطراري ان يكون كابوسا لولا التعامل المهني في اداء الواجب من ناحيه والتعامل الانساني كان من جاء لاغاثتك هو اخ لك او من دمك ، تحيه لضابطي شرطه الادارة العامه للمرور اللذين تواصلا معي واعطياني ارشادات مرورويه حتى لاتصطدم بي سياره اخرى لاتراني في الظلام ، وكيف الزماني بارشادات اخرى تحافظ على اماني الشخصي لحين وصول اقرب سياره لموقعي والتي كان بها امين شرطه لن انساه ابدا بدا بشوشا كان اول من وصل حاملا بيده البنزين متعاملا بانسانية اخ اكبر ، قبل ان يصل ومنذ ان قدمت البلاغ تابعت معي مباحث قسم شرطة التبين معاونا القسم اللذين كانا في غايه الاحترام والاحترافيه والمتابعه حتى الوصول نجحا في اتحديد مكاني بسرعه
واوجه التحية ايضا لنائب مامور قسم شرطة التبين وضباطه حتى على تعاملهما الراقي والمحترم والذي يعطي صورة وانطباع عن صورة رجل الداخليه واحترامه ومثاليته ومدى تقديره للموقف
مرة اخرى تحيه لمباحث التبين فكيف تعامل معاونوها بذكاء ومتابعه حتى في اخذ البيانات والرصد وطريقه التعامل وفي النصائح لضمان السلامه حتى نجحوا في الوصول الى مركبتي التائهه والمتعطله .. اود حقا ان اشكر هؤلاء الضباط على اختلاف اداراتهم واماكنهم اسما اسما ولكني اعلم ان كل من تابع البلاغ واشرت اليه معروف كل التحيه لهم ولقياداتهم .. تحيه لمدير امن القاهره ومدير مباحث العاصمه لان ماحدث دليل على وجود منظومه امنيه حرفيه ومتابعه دقيقه واجهزه تعمل ليل نهار وقبلهم الى وزير الداخليه السيد محمود توفيق الذين يعمل الجميع طبقا لتوجيهاته التي من ضمنها سرعة اغاثة المواطن و تطبيق الكثير من التعليمات التي يقود بها الوزاره