شعارها (السم في العسل) السوشيال ميديا قاضي إفتراضي

كتبت سمر عادل

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمثل جزءً هاما في حياة أغلب الأشخاص، كنا أن كثير منهم من يقضي معظم وقته على تصفح المواقع المختلفة، وبالرغم من الفوائد التي تعود على الفرد من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلان لها جانب سلبي بل وأصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع المصري.

كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تغير القيم داخل المجتمعات، وتم الانسياق وراء العادات والتقاليد المختلفة والتي لا تتناسب مع شعوبنا العربية، وأصبحت السوشيال ميديا هي وسيلة لنقل الأخبار والأحداث التي تدور في أي مكان.

يقول أحمد مصطفى 25 سنة السوشيال ميديا لها دور كبير في حياتنا فنحن نتعرف على كل ما يدور من حولنا عن طريق السوشيال ميديا فيما يسمى بالترند وكل فترة يكون هناك حدث معين تتناقله الناس وتكثر حوله الآراء والشائعات، ويتصدر مواقع السوشيال ميديا المختلفة.

واستطرد أحمد قائلًا، منذ قريب كان اللاعب أحمد رفعت يتصدر مواقع السوشيال ميديا والتي تدور حول قصة حياته، ومن خلالها تعرفنا على ما تعرض له اللاعب في الفترة الأخيرة من ضغوط نفسية كان لها تأثير عليه.

وفي حوار مع الطالبة سمر عنتر فتاه جامعة أسيوط والتي عبرت عن استيائها من تداول فيديو الرقص خلال حفل التخرج والانتقادات اللاذعة التي وجهت لها.

تقول سمر، الأمر بالنسبة لي كان مجرد فرحة التخرج وليس أكثر من ذلك، فأنا خريجة كلية تربية رياضية وما فعلته لا يسمى رقص، بل كان مجرد حركات للتعبير عن فرحتي بالتخرج، إلا أنني واجهت انتقادات كثيرة على السوشيال ميديا.

وتابعت سمر، أنا لست شخصية تافهة فأنا لاعبة لرياضة التايكوندو، و شخصية رياضية معروفة، لا أحتاج إلى مثل هذا الترند، كما أن من حقي التعبير عن فرحتي بالطريقة التي تناسبني.

واستطردت سمر لقد أصبحت حفلة التخرج بالنسبة لي ذكرى سيئة، وأشعر بالاحراج ولا أستطيع مواجهة الناس، كما انهم يقومون بتوجيه الإهانة إلى أهلي، لقد كتبت على وشاح التخرج أنا هنا بفضل تعب والدي ودعاء أمي.

وفي هذا الصدد اعتذرت اللاعبة شهد سعيد عن المشاركة في أولمبياد باريس 2024 معبرة عن استيائها.

تقول شهد سعيد: اعتذر بشدة عن عدم مشاركتي في أولمبياد باريس 2024، من سبب أزمتي مع اللاعبة جنة عليوة، الى جانب الضغوط التي تعرضت لها من السوشيال ميديا خلال الآونة الأخيرة، وكانت أمنيتي أن أمثل بلدي مصر في أولمبياد باريس بعد تدريب ومجهود كبير لمدة ثلاث سنوات، للمشاركة في هذا الحدث الكبير على مستوى العالم.

وفي هذا الشأن يقول دكتور. خالد قنديل كاتب ومفكر مصري

تستحوذ السوشيال ميديا على عقول البشر، كما أنها ساحر إلكتروني، ولم يكن لها تأثير إيجابي فقط بل هي سلاح ذو حدين في عالم الأخبار، كما أن لها تأثير كبير في انتشار الشائعات، ودس السم في العسل مع الأخبار الخاطئة والأكاذيب بسرعة فائقة، وقد تجاوز الأمر إلى أن وصلت إلى التضليل.

وتابع قنديل السبب الأساسي في نشر الشائعات من خلال السوشيال ميديا هو سرعة انتشار الأخبار على هذه المنصات، ويمكن انتشار الأكاذيب في ثوان معدودة، وتكون متاحة للجميع قبل التحقق من صحة الخبر.

وأضاف قنديل، يميل الأشخاص إلى تصديق ما يناسب آرائهم، وبالتالي لديهم استعداد أكثر لكي يتم نشر وتداول الأخبار التي تؤكد معتقداتهم.

وفي هذا السياق يرى دكتور. فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس كلية الآداب بجامعة عين شمس

السوشيال ميديا أصبحت الوسيلة الرئيسية في تشكيل سمات الرأي العام في مجتمعنا، إلى جانب عدم وجود ضوابط وروابط لها يجعل المسألة في منتهى الخطورة، حيث إن أعداء الوطن سرعان ما يستخدمون هذه الوسيلة، يستغلون في ذلك سرعة تصديق بعض الأشخاص لما يتم تداوله على السوشيال ميديا، ويلعبون دورًا كبيرًا في نشر كل ما هو محبط داخل المجتمعات.

وأضاف الشرقاوي، نلاحظ الآن وجود كل عدة أيام حدث جديد على السوشيال ميديا يتم استثماره بشكل غريب، كما نجد عدم وجود اراء على السوشيال ميديا حول الانجازات الحالية في مصر، حيث هناك تغير في الآراء والاتجاهات لدى متابعي السوشيال ميديا.

ويرى الدكتور وائل فؤاد

رئيس مجلس إدارة مستشفى الأمراض النفسية بالخانكة

السوشيال ميديا لها قدره كبيره على نشر الإحباط في المجتمع، حيث يمكن عندك تصفح موافقات الاجتماعي سوف تجد العديد من الاخبار التي تؤدي الى الاحباط، كما أنها تثير البلبلة والشائعات، كم كان لها تأثير على وجدان الشعب المصري وبدأ الكثير في فقد الانتماء بسبب مؤثرات السوشيال ميديا، إلى جانب تقليل القيمة ومحاولة التأثير النفسي على الفرد.

وتابع دكتور وائل هناك بعض المنافع والايجابيات من السوشيال ميديا ولكن في وقتنا الحالي الأضرار الناتجة عن السوشيال ميديا أصبحت أكثر من نفعها.

كما ترى دكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة.

السوشيال ميديا لها تأثير كبير، حيث ان له قوة التعبير عن الأحداث، ولكن قد يكون المعلومات لدى رواد السوشيال ميديا خاطئة وغير مؤكدة، ولكنها تبدو أحد أشكال الضغط على المسؤولين.

كما وجهت دكتورة ليلى بضرورة وجود أسس صحيحة للدخول على السوشيال ميديا، مع الدراية التامة بالحقيقة الكاملة لأي حدث، لتكوين الرأي السليم سواء بالتأييد أو الرفض، ولا يكون هناك نتائج سلبية من تداول هذه الأخبار.